الاثنين، 2 ماي 2011

الحب الدي تبحثين عنه

ظاهرة تاريخية ظهرت في المجتمع العربي أواخر العصر الجاهلي وتبلورت في العصر الأموي، وهي ظاهرة من ظواهر المرحلة التاريخية الجديدة التي صار فيها الاتصال بين الرجل والمرأة محددا بالزواج حسب الشريعة الإسلامية.


الحب العذري الطاهر العفيف هو الحب الذي أينعت ثماره في جنبات جزيرة العرب وقد خلد الناس هذا العشق فجعلوا اسم العاشق مرتبطا بأسم حبيبته حتى لكأن ذلك تعويضا عن حرمانهما في حياتهما.


إن العاشق منهم لا يدنس حبه باتصال جسدي ولكنه يستأصل نزوات الجسد ويميت الشهوة فيه لئلا يفسد حبه. فالعاشق من هؤلاء مرتبط بإمرأة واحدة ملكت فؤاده يعذبه الفراق ويصليه الشوق.


فالهوى العذري كما شاع على ألسنة الناس هوى بعيد من الجسد ونزعاته باق على الأيام لا يضعف ولا يكل غذاؤه النظر والحديث والمناجاة يتحرج من القبلة الناعمة الرقيقة.


الحب العذري قد اكتسب معناه مع الزمن وتمت عناصره مع تدفق الحكايات على لسان الإخباريين فصار صفة عامة للحب المشهور أكثر مما هو صفة للقبيلة المعروفة.


والعذريين قبيلة مشهورة بالعشق في قبائل العرب وإليهم ينسب الهوى العذري. وقد اشتهر هذا الاسم نسبة إلى قبيلة عذرة العربية التي اتخذت من وادي القرى وتبوك وتيماء محطا لطوافهم الممتد من هذه المنطقة إلى آيلة على البحر الأحمر. "وهي منازل ثمود وعاد قديما". وهم عذرة بن سعد هذيم، الذي اشتهر بنوه بالحب العذري.واشهر هؤلاء الأبناء كبير بن عذرة وعامر ورفاعة.


ومن بطون عذرة بنو حر ومنهم الشاعر جميل بن عبد الله بن معمر (جميل بثينة) وقد لقب بإمام المحبين والذي قال فيه نصيب الشاعر: هل وطأ لنا النسيب إلا جميل، وبنية زوج بثينة بنت حبأ العذرية، وعروة بن حزام وابنة عمه عفراء بنت عقال. ومن شعراؤهم أبي مالك بن النظر العذري وصاحبته سعاد ابنة أبي الهيذم العذري، وأبي المسهر العذري (الجعد ابن مهجع)


ومن أقوالهم:
شكا المحبون الصبابة ليتني
تحملت ما ألقاه من بينهم وحدي
فكانت لنفسي لذة الحب كلها
فلم يلقها قبلي محب ولا بعدي
**********
يا معشر العشاق بالله خبروا
إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
يداري هواه ثم يكتم سره
ويخشع في كل الأمور ويخضع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حوريــة أنــتي

حوريــة أنــتي بنكهـــة البشــر فاتنـة أنـت لا تشبهيـن الصـور وردة تتمايل بدلال تحت المطر عصفورة تأوي إليا حين الخطـر قطعة من السـك...